Top Ad unit 728 × 90

العادات الطيبة التي تحفز الإنسان ليكون ناجحاً في حياته



http://www.alriyadh.com/146330   هذا المقال منقول من مدونة الرياض 

د. سعد بن سعيد آل غائب

يروي ستيفن كوفي قصة مزارع عنده وزه. وذات صباح يوم ذهب لتفقدها فوجد جوارها بيضة من ذهب. أخذ البيضة إلى بيته وهو لا يكاد يصدق عينيه، وبعد فحصها تأكد أنها من الذهب الخالص، وخلال مدة قصيرة، أصبح المزارع من كبار الأثرياء فأصيب بداء الجشع الذي دفعه لاستعجال النهاية. فذبح الوزة ليأخذ كل ما في جوفها من البيض الذهبي، فلم يجد شيئاً! ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه. وهذا المثال ينطبق تماماً على المتعاملين في سوق الأسهم هذا اليوم قد يندفعون فيضيعون ما يملكون في هذا السوق حتى وصلت إلى بيع ممتلكاتهم من بيوت وسيارات وغيرها فاندفعوا ووضعوا كل ما يملكون في هذا السوق بدون خطط ومعرفة بمخاطره وبالشركات التي قد تحد من خسائرهم. وهذا الجشع والاستعجال قد بدد أحلامهم فانعكست الموازين فبدلاً من أن يرقى الاحد الثرى انتكس إلى درجة الفقر. فلابد من التخطيط الجيد وتحديد الأهداف بعد التوكل على الله وهذه علامة الناجحين واهداف المخططين.
والخلاصة أن «ستيفن كوفي» يوظف الحكاية توظيفاً معاصراً فيقول إن الكثيرين منا يسلكون طريقة المزارع الأحمق، فيسعون إلى الحصول على نتائج سريعة «البيض الذهبي» على حساب النجاح المستمر المستقر الذي يأتي على المدى الطويل «الوزة» فنحن - فيما يبدو - نفضل أن نقوم لها بالعمل بشكل صحيح عوضاً عن القيام «بالعمل الصحيح» أي بفضل الكفاية، أو المهارة، على الفاعلية فالمزارع في محاولته ليكون كفياً، ماهراً أو شاطراً كما يقال بالعامية فقد قدرته على تحقيق اماله.
مثله مثل من يتعامل بسوق الأسهم في وقتنا المعاصر بدون عقلانية وقد يتحدد ذلك لأي عمل آخر قد يتخذه الإنسان ويحسب أنه صحيح والعكس صحيح.
إن من عادة الناجحين أن يقوموا بالأمور التي لا يحب المخفقون القيام بها، وهذا لا يعني بالضرورة - أن الناجحين يحبون دائماً كل ما يفعلون.
لكنهم يجعلون مشاعرهم تابعة لقوة إرادتهم لا مسيطرة عليها. فالعمل المفيد الذي يجب إنجازه يقومون به سواء كانوا يحبونه أم لا.
ويضيف «بأن هناك عادات متداخلة اختصرها في 1)المعرفة 2) المهارات 3 المواقف أو الشعور تجاه أمر ما.
وبما أن هذه العناصر الثلاثة ليست وراثية، بل يمكن اكتسابها وتعلمها، لذا فإن العادات تشكل الطبيعة (الثانية) للإنسان، لا الطبيعة (الأولى). ف (نحن) شيء، وعاداتنا شيء آخر، وهي أمر نملك تغييره. فالعادات الايجابية يمكن (التحلي) بها، والعادات السلبية يمكن (التخلي) عنها، وقد يخطئ من يقيد نفسه بقيود وهمية من الأفكار والتطورات. أقول هذا ما عبر عنه الشاعر أحمد شوقي بقوله:
وهم يقيد بعضنا بعضاً به
وقيود هذا العالم الأوهام
فعلاً إن الناجحين قوم استطاعوا أن يجعلوا العادات الايجابية مفيدة «عادات الفاعلية» جزءاً من حياتهم اليومية. أنهم قوم يحركهم شعور داخلي قوي نحو تحقيق أهدافهم وغاياتهم، لقد تحكموا في مشاعر إعراضهم عن القيام ببعض الأعمال، وعدم محبتهم لها، وبذلك اكتسبوا «العادات» التي سأتحدث عنها فيما يلي: واستطاعوا أن ينظموا حياتهم على اساسها.
أن العادات الجيدة الناجحة للناجحين عادات مرتبطة بشكل عضوي، تعتمد إحداها على الأخرى، ويتلو بعضها بعضاً بصورة طبيعية، فالعادات الثلاث الأولى مرتبطة بالشخصية، وهي تساعد صاحبها على تحقيق «أهدافه اليومية» وهو ما يحقق له «الاستقلالية» والاعتماد على النفس. والعادات الثلاث التي تليها هي التعبير الخارجي الظاهر على الشخصية. وهي توصل صاحبها إلى تحقيق «المنفعة المشتركة» أما العادة المهمة فهي تساعد على مواصلة عملية التقدم والنمو، والمحافظة عليها. فعليك أن تبادر ولا تنظر فهذه عادة تتحمل مسؤولية مواقفك وأعمالك. إن الناجحين قوم مبادرون، ينمون في انفسهم القدرة على اختيار ردود أفعالهم تجاه المواقف والأحداث ويجعلونها عثرة للقيم التي يحملونها، والقرارات التي يتخدونها، لا تابعة لأمزجتهم واوضاعهم. إنهم يتمتعون ب «الحرية» في اختيار مواقفهم.
حيال أي وضع داخل أنفسهم أو خارجها. إنك كلما مارست حريتك في اختيار مواقفك واستجابتك وردود أفعالك أصبحت أكثر مبادرة وإيجابية وسبيل ذلك:
1- ان تكون هادياً لا قاضياً.
2- ان تكون مثالاً يحتذى لا ناقداً.
3- أن يكون مبرمجاً لا برنامجاً.
4- ان تغذي الفرص وتجيع المشكلات.
5- ان تحافظ على الوعود لا ان تختلق الاعذار.
6- ان تركز على الدائرة الضيقة للتأثير الممكن، لاعلى الدائرة الواسعة للأمور التي تهمك ولا سيطرة لك عليها.
وفيما يلي تطبيقات بعض العادات السابقة:
أ) تطبيقات العادة الأولى:
1- حاول لمدة ثلاثين يوماً أن تعمل في دائرة التأثير، أي: في حدود إمكاناتك واستطاعتك، حافظ على مواعيدك. كن جزءاً من الحل لا جزءاً من المشكلة.
2- تذكر موقفاً حدث لك في الماضي تصرفت فيه بشكل يعتمد على رد الفعل وقرر مسبقاً أنك ستتصرف في مواقف مماثلة بشكل حكيم يعتمد على المبادرة والإيجابية.
3- انتبه إلى أسلوبك في الكلام، هل تستعمل عبارات انفعالية تعتمد على ردود الفعل، مثلاً لا أستطيع، يجب علي... لو أني فعلت كذا وكذا... الخ
وبذلك تحمل مسؤولية مشاعرك وتصرفاتك شخصاً آخر، أو تلقيها على الظروف إن كانت هذه هي الحال فابدأ باستعمال اسلوب اكثر مبادرة وايجابية، تعبر فيه عن مقدرتك على اختيار مواقفك وردود افعالك وعلى إيجاد حلول اخرى.
4- حدد ما يقع في دائرة إمكانك، أي: ما تستطيع فعله، وركز اهتمامك وجهودك عليه لمدة اسبوع، ولاحظ نتيجة ذلك في عملك. أو قل وتذكر قوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} «البقرة: 286».
وقول الشاعر:
إذا لم تستطع شيئاً فدعه
وجاوزه إلى ما تستطع
العادة الثانية: ابدأ والنهاية امام عينيك، أي: ليكن هدفك واضحاً منذ البداية.
هذه عادة القادة الناجحين ابدأ يومك بأهداف واضحة تريد تحقيقها، واعمال محددة تسعى لإنجازها إن «الناجحين» يعلمون ان الاشياء توجد في (الذهن) قبل ان توجد في (الواقع) لذلك فهم (يكتبون) اهدافهم ويجعلونها «مرجعاً» عند اتخاذ قراراتهم المستقبلية، إنهم يحددون بدقة وعناية (أولوياتهم) قبل الانطلاق من تحديد اهدافهم.
اما (المخفقون) فيسمحون لعاداتهم القديمة ولأناس آخرين، وللظروف المحيطة بهم أن تملى عيهم اهدافهم، أو تؤثر في أولوياتهم، إنهم يتبنون القيم والأهداف السائدة في مجتمعهم، وتقاليدهم، وثقافتهم، دون فحصها للتأكد من صحتها، أو من مناسبتها لهم، ويشرعون في تسلق (سلم النجاح) الذي يتخيلونه، فإذا وصلوا إلى آخر درجة فيه اكتشفوا انه مستند على غير الجدار المطلوب!
تطبيقات العادة الثانية:
1) تأمل الفرق بين (القيادة) و(الإدارة) واعزم على الاتجاه الذي تريد المضي فيه والغايات التي تريد الوصول إليها في حياتك.
2) تخيل انك مت بعد ثلاث اعوام من الآن، وقام للحديث عنك اربعة اشخاص: واحد من افراد اسرتك، وآخر صديق لك حميم، والثالث زميل في عملك، والرابع إمام المسجد الذي تصلي فيه (التصرف الأخير هذا من عندي، لأن المؤلف قال راعي الكنيسة) اكتب ما تود ان يقوله عنك كل واحد من هؤلاء، واجعل ما كتبته من ضمن اهدافك.
3- حدد مشروعاً عليك القيام به في المستقبل القريب. طبق مبدأ (التصور، أو الوجود الذهني) واكتب النتائج التي تؤدي الوصول إليها والخطوات التي ينبغي سلوكها لتحقيق تلك النتائج.
العادة الثالثة: قدم الأهم على المهم (رتب أولوياتك).
تتصل هذه العادة اتصالاً وثيقاً ب (إدارة الوقت) وبترتيب الامور المشار إليها في العادة الثانية. التي ينبغي عليك القيام بها بحسب اهميتها.
لقد تبين من الدراسات التي أجريت في هذا المجال أن (80٪) بالمائة من النتائج المرجوة هي حصيلة (20٪) بالمئة من الجهود المبذولة في سبيل تحقيقها لذلك علينا - إذا أردنا استثمار وقتنا بالشكل الأمثل - أن نقلل من اهتمامنا بالأمور المستعجلة القليلة الأهمية، وان نخصص وقتاً اطول للأمور المهمة التي قد لا تكون بالضرورة المستعجلة.
لذا علينا ان نكون (مبادرين) في انجاز الامور المهمة غير المستعجلة وعندما نستطيع أن نقول (لا) لغير المهم نستطيع ان نقول (نعم) للمهم.
وإذا لم نفعل هذا فإن الأمور الطارئة العاجلة ستملأ علينا وقتنا، وقد تفسد في المال حياتنا، وهذا ما يؤدي إليه التخطيط اليومي دون التخطيط التي تنصب حلولاً سريعة دون ان يكون لها نفع في تحقيق الاهداف الكبرى على المدى البعيد. اقولها فكيف لا يخطط حتى ليوم واحد وما أكثرهم بيننا؟؟
العادات الطيبة التي تحفز الإنسان ليكون ناجحاً في حياته الطريق الى السعادة on الأحد, مايو 22, 2016 5

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.